الأحد، 27 يوليو 2008

طقع واخواتها

رابط المقال من الموقع

لعل الكثيرين منكم استمع لي وأنا أقابل أحد شباب منطقة سحاب وعلى باب مركز الاقتراع

وكنت قد سألته كيف كانت الاجراءات أجابني “طقع” وسألته هل المرشح اهتم بالشباب اجابني “طقع”

في عُرف الشباب ثمة لغة دارجة وكنت في السابق قد سلطت الضوء على اللغة الدارجة..ولكن ما معنى طقع؟ سبب التسمية؟ رموزها؟ دلالاتها؟ أهدافها؟

ليس لدي موقف مسبق أو معلن من اللغة الدارجة لأني مرات ومرات أستخدمها في حديثي وتقريبا الكثير منا نحن الشباب نتحدثها؟؟

ولا أشي

من الآخر

طقع

زنون الوضع

حريقة

موزة للتدليل على جمال البنت

بس بلاش

وضعك نار

ظروفك صعبة

فايع…

خرّيط للتدليل على الكذب

هشيت كمان نفس المعنى

كلمات كتير، وإذا واحد منكم عنده كلمات يحكيها وخلونا نناقشها..وعلى أي حال اقرأوا تقرير قمت بإعداده بتاريخ 18 تشرين أول 2005

يختـصرون مـن خـلالـهـا آلاف الكـلـمـات..الشـباب الأردني يخـلق لـغـة خاصـة بـه


“فادي: كنت مبارح سهران بـكوفي شوب..
علي:بس بلاش شوفتك حكيت على بيتكم وخبرتني أمك إنك كنت بجبل الحسين
فادي: لأ كنت في عبدون بالكوفي شوب وكان الوضع حريقة والجو فياعا بفياعا
علي: ولا أشي أنا كنت أول مبارح مش لـ هالدرجة الخرط
فادي: بس بلاش المكان كلو زينون والبنات عجقة وإلي بحبو قلبك، من الآخر
علي: بدك تفهمني إنك كنت طقع مـأنا بعرفك زي الدبشة بتكون واقف”.

ما قرأته، هو حوار كان يدور بين صديقان في أحد مناطق عمان في المساء، وتسنى لنا أن نسجل ما قالاه، ليس من باب الفضول الصحفي إنما من باب صوتهما العالي والمسموع للعيان؛ ما دفعنا لأن نرصد اللغة التي يتحدثان فيها؛ فهما لا يعبران عن المختلف أو الجديد في حياتهما، إنما يتحدثان عن هواجسهما واهتماماتهما بلغة باتت تميز الشباب الأردني عن غيره من الشباب العرب!

غالبية الشباب في الأردن يستخدمون مصطلحات أصبحت في صميم حياتهم اليومية، فهي كما يقول محمد عرفان 23 عاما، “تختصر الكثير من الجمل والكلمات”، وبرأيه أنها واضحة ويفهمها الجميع وليست حكرا على الشباب بل الكبار يستخدمونها أيضا.

فاللغة الإنسانية؛ هي وسيلة للتواصل والتفاهم بين الناس، وهي الرموز التي تعبر عن المعاني المختلفة، ولعلي أبو خضراء 24 عاما، خيارات عديدة يستطيع من خلالها أن يتواصل مع أصدقائه فهو إلى جانب استخدامه اللغة الدراجة، فأنه وبنفس الوقت يقحم الكلمات الإنجليزية بكثرة ويقول “لا أقول حمام بل باث روم، متوتر: متنشن، الوضع فير، وإلى غير ذلك”. علي يفقد تواصله مع أبيه عندما يدور الحوار فـ”لا تتحدث بهذه الطريقة السوقية. تحدث كالرجال”، كما يقول، فوالده لا يتقبل تلك اللغة الجديدة.

لغة حميمة
لغة حميمة تقرب الشباب بين بعضهم البعض كما يلفت علي، ويقول محمد عرفان “هذه المصطلحات إن أحببت أن تسميها تقربنا على بعضنا، فيها نختصر الكثير من الكلام الثقيل على الإذن وغير المنسجم في الأجواء التي نكون فيها”، راويا قصة حدثت معه “عاكست فتاة في أحد أسواق التجارية، من خلال الكلام الفايع من عجقتيني وإطربشت بجمالك، وبتون عنو، وما إلى هنالك من الكلام وهي بدورها كانت مستمتعة بكلامي ، ومن خلالها ونحن على تواصل”.

لغة العصر
لغة العصر، أم لغة فياعا الأمر سيان عندهم، طالما أنها لا تؤثر على حياتهم سلبا، أو تثير الامتعاض عند الآخرين بل تشكل برأي سلمى “جسرا للتواصل والتعارف بين الشباب”.

هل بالضرورة أن يبحث كل جيل عن شيء يميزه، يتساءل عمر محمد 35 عاما، “لا أعتقد أن هذه اللغة هي هوية الشباب وتحديدا الأردني منه فيما لو نظرنا إلى الشباب العربي، هي فقط كلمات تأتي وتذهب ولا تحتاج للوقوف عندها”.

أستاذ اللغة العربية علي الظاهر، يعتقد أن هذه اللغة لم تأت إلا “لافتقار الشباب للغة العربية، وعدم تمكنهم منها؛ وهذا يعود إلى عدم وجود ثقافة القراءة التي حلت مكانها الفيديو كليبات”.

ويضيف “أعاني من ضعف الطلبة في القراءة وحتى الكتابة، حتى أن كثيرا من الأحيان يقرأون لغة عامية رغم أنهم يتتبعون النص”، “لا أدري لما الاستهتار والإسفاف بلغتنا العربية، لعل العاتق يقع أكثر شيء على الأسرة التي لا تهتم أبدا بمادة اللغة العربية، لذلك تراهم يأتون إلينا ويطلبون منا أن نشد على أبنائهم باللغة الإنجليزية أكثر من اللغة العربية”.

شباب يبحث عن هوية ذاتية
الخروج عن المألوف، والبحث عن هوية تميزهم عن غيرهم من أبناء جيلهم، لكن وبنفس الوقت هل يفقدون لغتهم العربية، فدكتور علم النفس الاجتماعي، عاطف شواشرة يرى أن لكل جيل لغته ومصطلاحاته الخاصة وحياته الخاصة، “فالشباب يتباهون بالكلام الغريب وهذا الكلام يعكس خصوصية هذا الجيل؛ في محاولته بتشكيل هوية ذاتية”.

السن من 15-24، تلك الفترة من عمر الشباب، تعيش حالة عدم التوازن، ويقول الشراشرة، “يعيش حالة من عدم التوازن تقود إلى البحث عن هويته الذاتية والمهنية، وبالتالي فإن هذه الفئة من الشباب بحاجة إلى نماذج يقلدونها، وخاصة إذا كانت هذه النماذج فريدة أو متفردة وتجلب الانتباه، قد تجدهم إذا سمعوا كلمة غريبة أو مصطلحا غير شائع سارعوا إلى استخدامه بكثرة ومع مرور الأيام، تزود هذه المصطلحات والألفاظ في أبنيتهم المعرفية وتصبح جزءا من هويتهم الذاتية التي تميزهم عن الآخرين لأنهم قلما يفهمونها”.

للاستعراض والسخرية من الواقع
ربما تكون هذه اللغة هروبا من آلام الواقع، وصعوبته ومحاولة الجيل الجديد صياغة الواقع صياغة إبداعية جديدة وتحويله لنوع من السخرية اللاواقعية تتراوح بين السخرية المباحة وبين السخرية غير المقبولة في كثير من الأحيان، ويضيف الدكتور الشراشرة أن انتشار بعض العبارات والاصطلاحات المميزة للغة الشباب هي محاولة أيضا من قبلهم للفت الأنظار ولإضفاء جو من المرح والتهكم، والسخرية وإظهار القوة وابتكار كل ما هو جديد وغريب ودخيل على الثقافة”.

ورغم هذا، ربما تكون هذه اللغة متميزة وفريدة، وتمنح الشباب الثقة بالنفس والتأثير على الآخرين، ويضيف الشراشرة، “يستعملها الشباب لإثبات خفة الظل والكفاءة الكلامية، فهناك أكثر من تفسير للموضوع”.

وتساءل الدكتور الشراشرة، لماذا يُعنف الشاب على هذه اللغة، ويجيب “ربما هناك مبالغة وقد يوسع الفجوة بينه وبين المحيط ويعيق التكيف بينه وبين أهله، وهذا جزء من هويته الذاتية”، داعيا الأهل إلى تقبل هذه الألفاظ مع عدم المبالغة باستخدام هذه الألفاظ الغريبة، “التي قد تكون مقبولة في إطار الشلة، ولكنها تبدو غريبة فيما لو استخدمت بين الأسرة”.
وهذا ما كان…………………………


ليست هناك تعليقات: